قصة قصيرة - لكى الله يا غزة‎

(( بيني وبينها ))

دخلت عليها ثم وقفت أنظر يمنة ويسرة لأشبع نظري منها ،قلت السلام ورحمة الله وبركاته
لم ترد علي أعدتها بصوت أعلى من ذي قبل، أيضا لم ترد علي. قلت هل أخطأت في العنوان؟
لم تأبه بي.
سألت هل أنا في غير المكان الذي كنت أريده ؟ لم أسمع جوابا عدت أسأل هل أخطأت؟ مالي لا أسمع ردا أو كلمة أو حتى همسة.
سمعت صوتا خافتا ،بالكاد كانت تتكلم صاحبتها ،لا لم تخطئي .أنت في المكان الذي أردتيه. دمعت عيناي من الفرحة، ثم أخذت أبكي وأبكي ،سألتني لم تبكي أجبت لا أدري ؟ لا أدري لما أبكي ؟أبكي فرحا بلقائك ؟أم شوقا إليك وإلى أبنائك ؟أبنائك الذين رحلوا إلى جنات الخلد إن شاء الله وتركوا ورائهم أرامل وأيتام ...أبنائك الذين جاهدوا ،أبنائك الذين دافعوا عنك ببسالة ،أبنائك الذين وقفوا وصمدوا في وجه العدو بشجاعة،أبنائك الذين دفعوا أموالهم وأولادهم ودمائهم ،وحتى نسائك أيضا لم يتوانوا للحظه في نصرتك دافعوا عنك بما استطاعوا دفعوا أبنائهم إلى ساحات المعارك والجهاد .وحتى أطفالك خرجوا يرمون بالحجارة .
وبينما كنت أتكلم بلهفة وشوق ،قالت هل لي بسؤال ؟صمت في دهشة ،أنصت لها بكل أحاسيسي ومشاعري.
قلت في نفسي ماذا عساها أن تسأل؟وكيف أستطيع أن أفيدها؟ ولماذا تسألني أنا ؟وماذا إن لم أستطع الإجابة؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهني...وفي لحظة صمت قلت تفضلي بسؤالك.
قالت وأنتم؟ قلت نحن!! نحن ماذا؟!!قالت وأنتم لماذا هذا التخاذل؟ لماذا هذا الصمت؟لماذا هذا الذل والهوان؟
ألم تسمعوا بي؟ألم تصلكم أخباري؟وأخبار أبنائي المرابطين؟ألم تشاهدوا أبنائي وهم يقتلوا بل وحتى الأطفال الأبرياء .ألم تروهم وهم يحملون على الأكتاف والأيادي إلى الإسعاف ثم إلى المشفى والدماء قد غطتهم؟
الم تروا النساء وهم قد شردوا من منازلهم الم ترو الشيوخ و الثكالى وهم مكلومين على أبنائهم؟وهم أيضا لم يسلموا من القتل والتجريح ألم تشاهدوا المنازل وقد دمرت على أهلها،والمساجد وقد دمرت على مصليها والمدارس وقد دمرت على دارسيها والجامعات وغيرها..وغير ها بل وحتى المستشفيات قد دمروها على من فيها
ألم تشاهد تلك المناظر؟ الم تشاهدوا هذه الأحداث؟
لا تقولي لا فالعالم يشهد والإعلام لم يترك شيء حتى نقله بكل تفاصيله . قلت لها مهلا! مهلا يا شامخة،
مهلا يا صامدة، مهلا يا عزيزة يا أبية مهلاً .نحن لم نأتي إلى أرضك ،ولم نحمل السلاح مع أبنائك ،
لكن لم نصمت ولم نخذل عن نصرتك ..فـ همك همنا وأرضك أرضنا ولن نتنازل عن شبر منك ولا من سائر أرضك ، حتى نحررك بإذن الله ،وتعود القدس تحت راية المسلمين . نحن لم ننساك يا أرض الجهاد والعزة .
ألم تسمعي بمآذن المساجد تصدح بالدعاء في الليل والنهار ؟ في جميع صلواتهم ،ألم تسمعي بمنابر الجمعة وخطبائها ؟ كان ليس لهم هم سواك ،يتحدثون عنك وعن بما في أيدينا لنصرتك .هذا غير دعاء المسلمين لك في خلواتهم وقيام لياليهم ،وأيضا في قنوتهم ووترهم. بل وحتى الأطفال كا نو يدعون لكي .
ألم تسمعي بطفل الثامنة والخامسة ؟يكونون في أوج لعبهم ومرحهم ، لكن ما إن يسمعوا دعاء الإمام في الحي حتى يركضوا إلى المسجد لتأمين مع الأمام . هم لم يذهبوا للصلاة وفضلوا العب لكن ما أن سمعوا الدعاء حتى ركضوا .وأيضا ألم تسمعي بطفل الثامنة الذي أعطاه والده مصروف الفسحة حتى يذهب بها إلى المدرسة لكنه رفض وقال له اذهب بها إلى أطفال غزة هم أولى به ،وحتى يقنعه والده قال له خذ نصفها والنصف الأخر لأطفال غزة ، قال لا أنا إن رجعت إلى المنزل ألقى ما أكله لكن هم إن رجعوا لا يلقون ما يأكلونه .
وألم تسمعي بأهم من هذا وذاك ؟ألم تسمعي بإتحاد الدول العربية التي كانت متناحرة ؟جمعتهم ووحدتهم قضيتك، إذا قضيتك هي الأهم لدينا . ومع صبرك وجهاد أبنائك ،ودعاء المسلمين في أصقاع الأرض .
أراد الله العزة والنصرة للإسلام وأهله .
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً *إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً)ويبقى العزة لله في الآخرة والأولى، أعزك الله يا غزة وأذلهم ولله الحمد في الآخرة و الأولى

لا تحرموني من ردودكو

بوسة

» يوم الله أحسن صورتك خصِّني فيك
» امتنع عن الحرام فأعطآه الله اياه بحلآل
» أميرة سعودية ...انظروا ماذا فعلت بكتاب الله...